Sunday, September 14, 2014

الدوله العربية المتحده (2)

   ضرب من المستحيل ان تقول لحكام العرب فلنتوحد و يقبلو بذلك بكل سهوله بل سيقتلوك قبل أن تفكر أن تخبر أحدا آخرا بالأمر ؛ لأن لكل منهم دواعيه الخاصه ؛ فهو يملك دوله يتحكم بزمامها و شعب يستعبده بطريقة أو باخرى و خزنه أموال تحت تصرفه و يحيا حياة الرفاهيه بغض النظر عن المواطن الذي  يدفع ثمن صمته على حاكمه بأن تفرغ جيبه اول بأول لتسدد الحكومة ما ترتب عليها من ديون تسببت بها الأسرة الحاكمه و البلاط المحيط به. فلن تجد دوله عربيه لم تفسد السلطه و الخزنه حكامها هذا اذا ما كانو فاسدين أصلا. لا أطالب الحكام العرب بأن يتوحدو لكن على الأقل أن يسيروا في طريق التوحد  فكون العرب متوحدين لا يلغي وجود حاكم لكل منطقه و هذا أسلوب اتبعه الرسول عليه السلام و الخلفاء الراشدين عندما توسعت الدوله الاسلاميه بحركة الفتوحات ،و قامو بتعيين الولاة على كل منطقه كي يديروا شؤونها. فوحدتنا تبدأ بنا كشعوب قبل الحكومات؛ علينا أن نكف بالسخريه من أنفسنا و اطلاق المقولات على العرب كفافكم أن كرمكم الله بأن بعث فيكم نبيا و أنزل كتابه بلغتكم . علينا ان نتعامل كأننا شعب واحد لا فروقات بيننا و أن نعمل بجد لننهض بأمتنا و نفعل ما يستوجب ذلك بتعاوننا و بأخلاقنا و باحترامنا لأنفسنا و لأوطاننا و للآخرين فان ألقى كل مواطن ورقه على الأرض سيتحول الوطن الى مجمع نفايات و ان خرب كل واحد منا شيئا صغيرا لن نعهد وطننا جميلا بل خرابا فلننتبه لصغائر أفعالنا فقد لا تعني لنا شيئا لكن تراكمها و انتشارها لدى الجميع سيؤدي الى خراب كبير.

و قد تكون المتطلبات الأساسيه  معلقه على الحكومات و على أصحاب السلطه الا أن الشعب قد تنبه أخيرا لمفهوم أن الشعب مصدر السلطات و بات قادرا على تغيير الحكومات و وضعها تحت أمره الراهن فلا قوة تستطيع أن تتحكم باراده شعوب من الملايين . " فإذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر " فمن متطلبات توحيدنا ما يلي : -الغاء التأشيرة بين الدول العربيه لبعضها البعض فقط . - توحيد العملات فهذا سينمو باقتصادنا العربي . - تحديد تسعيرات للخدمات و المرافق و الأماكن السياحيه  بان تكون واحدة لجميع العرب و تسعيرة أعلى لغير العربي فنحن  نربح من مغايرينا ليس من أمتنا بشكل أساسي. - انشاء سوق اقتصاديه  مشتركة بين الدول العربيه . - تحقيق مبدأ التكافل بين الشعوب و هذا سيغنينا عن الاستيراد بل و قد يسعى بنا لنتحول لأمه مصدّرة و يزيد من قوتها الاقتصاديه . - ان تكون جيوشنا جيشا عربيا واحدا  فأي اختراق بالأمه العربيه يعني ان يعثو فيها الفساد و اذا سكتنا عليها سيأتينا الدور ،و كما نعلم أن الجهاد يتحول لفرض اذا تم اختراق شبر من الأراضي الاسلاميه و ها نحن ذا اليوم كلنا نتحول لمتفرجين فسابقا بدأ الاختراق بفلسطين و عندما سكتنا تدمرت العراق ثم سوريا و .... حالنا يذكرني بقصه بيدبا الفيلسوف " أكلت يوم أكل الثور الأبيض" .

هذه المتطلبات تعمل على النمو بنا كأمه و بالجيش كقوة و بالاقتصاد بالتالي بسياسات الدوله و جعلها أقوى  بل و تنمي أيضا الوازع والانتماء للأمه العربيه؛ عندما  لا يحتاج الفرد لتأشيرة للدخول لدوله عربيه لأنه عربي و حين يذهب ليدفع مقابل الخدمات يكفيه أن يظهر بهويته  أنه عربي  سيزيد  فخره سيعلم أنه لا فرق بيننا كعرب نحن أمه واحدة ( اخوة ). سنكف عن كوننا متخلفين كما يطلق علينا حتى اقتنعنا بما قالوا وبدأنا نطلقها على أنفسنا لأننا لا نكون كذلك إلا اذا بقينا نهزء من أنفسنا و نسخر من بعضنا البعض و بأن سمحنا لنفسنا بأن نتفرق بأن تركنا حكامنا يعبثون بنا ووصلت ببعضهم الدناءة بأن دفعو مالا لتتدمر دول عربيه أخرى  ففساد الحاكم من فساد الأمة . علينا أن نطهر أنفسنا و ننشر الأخلاق الحميدة فيما بيننا فأخلاقنا تجعلنا نتماسك كالبنيان المرصوص و أن نكون كما قال رسولنا الكريم : " مثل الأمة الاسلامية كمثل الجسد اذا تداعى له عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"                                                                                                                                                           Haya Hamdan
                                                                                                                                        13/8/2013

No comments:

Post a Comment